كيف ستستعد الفنادق والمنتجعات السياحية لإعادة فتح مرافقها لاستقبال مرتاديها في الأوقات الطبيعية بعد جائحة كورونا، وهل ستكون آمنة بالفعل للاستخدام؟ خاصة تلك الفنادق التى تم تحويلها إلى مرافق للعزل الصحي المؤقت؟
بالفعل هناك العديد من الفنادق والمنتجعات العديدة حول العالم شرعت بتحويل مرافقها إلى ملاذات آمنة، من حيث القيام بإعادة تأثيث جذرية مثل تغيير كامل للسجاد والستائر في المرافق السياحية التابعة لها، وتم تغيير مراتب الأسرة والأغطية والوسادات، إضافة إلى مزيد من الحرص لعدم التعرض للإصابة بالعدوى تم إجراء تعديلات على العديد من الأجهزة، مثل استبدال ريموت كنترول التلفزيونات والتكييف والستائر عن طريق تطبيق في الهاتف الذكي. والاستغناء عن الأكواب الزجاجية في الغرف والحمامات بأخرى بلاستيكية قابلة للاستبدال.
كما شرعت بعض الفنادق في استخدام تقنية التعرف على الوجه لطريقة الدخول والخروج. وهناك حاجز زجاجي يفصل موظفي الاستقبال، أما المصاعد فقد استبدلت الأزرار التي تلمس باليد بدواسات على الأرض عن طريق الأقدام، ولمزيد من الحرص تجري عمليات تعقيم دورية لكل المرافق عن طريق الرش أو بالأشعة فوق البنفسجية.
وكل ذلك لغرض إشعار النزيل بأنه يتمتع بإقامة آمنة ونظيفة، وبعدم القلق بشأن التعرض للأوبئة أو العدوى.
والسؤال الأهم هنا، هل هذا يبدو كافياً؟ خبيرة أمن الفنادق والمنتجعات الأمريكية، «إلينور غاريلي»، كشفت من خلال دراسة نشرتها في موقع «يورو نيوز»: أن ذلك قد يبدو مقنعاً ولكن الخطر الأكبر يكمن في نظام التهوية وخاصة في المرافق المغلقة.
وأضافت أن ما يمكن مناقشته هو ما إذا كان الفايروس التاجي يعيش على الأسطح لمدة دقائق، ساعات أو أيام، ومع ذلك فإن ما هو غير قابل للنقاش هو حقيقة أن الخلل محمول جواً من خلال انتشار الفايروسات في الهواء، بسبب الرذاذ المتولّد عادةً عن طريق السعال أو العطس أو الصراخ أو الغناء أو التنفس أو التحدث.
وأوضحت «غاريلي» أن معظم القطرات الكبيرة من الرذاذ تقع على الأسطح بسبب الجاذبية، وتهبط على بعد 3 إلى 7 أقدام من المصدر الأصلي، ولكن جسيمات الرذاذ الصغيرة على وجه الخصوص يمكن أن تبقى في الهواء لفترات طويلة، دقائق، ساعات أو أيام، وقد تسافر لمسافات أطول من خلال أنظمة التهوية السيئة، والتي قد تتسبب في انتقال العدوى لأفراد آخرين لم يكن لديهم اتصال بالمصاب الرئيسي.
وتناقش الدراسة أيضاً كيف تعد أنظمة التهوية الجيدة مورداً مهماً لتنظيف البيئات الداخلية من الملوثات، بما في ذلك الفيروسات، نظراً إلى قدرتها على استخراج الهواء الداخلي، وإدخال الهواء المفلتر من البيئة الخارجية بطريقة مناسبة للحد من خطر انتقال العدوى.
وتضمنت الدراسة ما ذكره عالم المناعة السريري الإيطالي البروفيسور «فرانشيسكو لو فوش»، في أن وجود نظام تهوية مصمم جيداً يمكن أن يضمن التبادل الصحيح للهواء في البيئات الداخلية، ويساعد حقاً في الحد من انتشار الفايروس، بحيث يكون عن طريق إدخال الهواء النقي والاستخراج المتزامن للهواء الملوث، وبالتالي يساعد على تنقية الهواء الداخلي ويقلل من احتمالية الإصابة بين شاغلي المبنى.
وتشير الدراسة إلى إمكانية استخدام الأشعة فوق البنفسجية لقتل الكائنات الحية الدقيقة، أو تعطيلها ويمكن استخدامها في الفنادق كمسار وقائي آخر.
أما في حال ما إذا تم استخدام أحد الفنادق مؤقتاً كمرفق للرعاية أو العزل الصحي، فيجب أن يمر نظام التدفئة والتهوية وتكييف الهواء والمبنى بأكمله بفترة عزل، أو فترة حجر صحي مماثلة لفترة الحجر البشري على النحو الموصى به، من قبل مركز السيطرة على الأمراض ومنظمة الصحة العالمية، وإدارة الصحة المحلية والولائية والفدرالية، وغيرها من مؤسسات الرعاية الصحية والطبية التي لديها بيانات لتحديد العمر الفعال للفايروس على الأسطح وفي الهواء.
ويجب فحص جميع أجزاء نظام التهوية وتنظيفها والتحقق منها جيداً. كما يوصي بضرورة تطهير مناطق اللمس العالية باستخدام محاليل التنظيف والمطهرات المعتمدة، ويتضمن ذلك جميع أجهزة توزيع الهواء في جميع أنحاء المنشأة.
ووفقاً لعالم الأوبئة ورئيس برنامج المناخ والصحة في جامعة كولومبيا، نيويورك، «جيفريشامان» فإن (Covid-19)، ينتشر في المقام الأول من خلال جزيئات السوائل التي يقل قطرها عن 0.0002 بوصة (5 ميكرون)، والمعروفة باسم الرذاذ الجوي. حيث تنبعث هذه السوائل عندما يتحدث أو يعطس المصاب بالفايروس، ويمكن أن تظل عالياً في الهواء لفترة طويلة من الوقت، ويمكن أن تظل قابلة للحياة لمدة تصل إلى ثلاث ساعات في الهواء، وبالتالي يمكن أن تصيب الشخص بالعدوى بعد ساعات وجودها عالقة في الهواء.
وخلصت الدراسة إلى أنه ما لم يتم إجراء دعم مكثف للجهود في العثور على لقاح شاف، أو من تقليل انتشار الوباء أو إنهائه في نهاية المطاف، فإن أفضل ما يمكننا القيام به هو ارتداء قناع للوجه، والبقاء على بعد 6 إلى 10 أقدام من الجميع، مع الحفاظ على غسل أيدينا بانتظام، واستخدام مطهرات اليد، والسير في طريق يقودنا نحو مجتمع أفضل تفكيراً وأكثر صحة.